السبت، 17 فبراير 2007

خطايا الإخوان


الاعتقالاات الإخيرة التي حدثت في صفوف الإخوان يوم الخميس 16 فبراير والتي اعتقل خلالها حوالي 78 من كوادر واعضاء الجماعة تعطي بعض المدلولات والإشارات التي يجب ان نذكرها :

أولا: الاخوان شوكة في حلق النظام
يعتبر النظام الحاكم ان من خطايا الإخوان كونهم ذو شعبية وانتشار كبيرين بين الناس ومصداقية الإخوان لدي الشارع المصري تفوق بمراحل مصداقية النظام الحاكم و الحزب الوطني ، لذلك فهو يعتبر التيار الأكبر والأقوي معارضة علي الساحة ، لذلك من وجهة نظر النظام يجب اقصائهم لتمرير التعديلات الدستورية و تكريس الإستبداد والقيام بالتوريث دون اثارة الرأي العام أوالإعلام بحيث تخلو الساحة تماما للنظام الحاكم

ثانيا : الإعتقالات سياسة جديدة للمساومة
ليست المرة الأولي التي يتم فيها اعتقال الشرفاء في المجتمع وخاصة الاخوان فهم عهدو ذلك من دولة بوليسية يحكمها قانون الطوارئ ، ولكن الجديد أن يستخدم الحزب الحاكم هذه السياسة لمساومة الإخوان لتقديم تنازلات معينة وخاصة تلك التي تتعلق بتمرير التعديلات الدستورية وتقليل المعارضة داخل مجلس الشعب ، ومنع الإخوان من الترشح لانتخابات مجلس الشوري ولعل هذا ما رفضه الإخوان رفضا قاطعا حيث قال الدكتور عصام العريان ان الجماعة لن تقبل المساومة لتقديم تنازلات تتعلق بمستقبل البلاد في مقابل وقف عمليات الإعتقال


ثالثا: اللإعتقال بالنيات
لعل أكثر ما يثير الضحك هو أن يتم اعتقال المواطنين بحجة نيتهم تنظيم مظاهرة ، مع أن الله سبحانه وتعالي هو الوحيد الذي يحاسب الناس علي نواياهم ، وأن القانون والنظام بين البشر يطبق بعد حدوث الفعل وليس بنية فعل الفعل ، كما أن النظام الحاكم قد اعتبر حرية التعبير السلمي بالتظاهر جريمة يعاقب عليها القانون وهذه تعتبر مصادرة لحق من حقوق التعبير عن الرأي ...

رابعا : استخفاف اعلام النظام بعقول الناس
من أكثر الأشياء التي تجعلك تشعر بالإشمئزاز و تستفز مشاعرك ، هي ان يحاول شخص ما اين كان هذا الشخص ان يستهزأ بك ويستخف بعقلك .
هذا ما حدث بالظبط مع الإعلام الحكومي
حيث طالعتنا جريدة الأهرام -التي هي اكبر جريدة قومية واوسعهم انتشارا وأكثرهم مبيعا- بخبر عنوانه " إحباط مخطط للإخوان للتظاهر بملابس شبه عسكرية علي غرار ملابس الحرس الثوري الإيراني وحزب الله"
فقد حاول كاتب الخبر أن يبرر الفعلة الشنعاء للحكومة حيث يقول ان ال78 الذين تم اعتقالهم هم قادة المظاهرة التي كانت سوف تتم كما أنه حاول الربط ما بين احداث الأزهر والمظاهرة المزعومة ونسي هذا الكاتب او تناسي ان احداث الأزهر كانت وليدة اللحظة ولم تكن معدة سلفا ولم تعلم عنها قيادات الإخوان شيئا ، كما أن الإخوان ليسو من السذاجة أن يكررو الفعل مرة أخري
كما أنه اعتبر التخطيط للتظاهر هو جريمة يعاقب عليها القانون مع أنه حق لكل مواطن كفله الدستور مادام بالطريقة السلمية التي لا تدمر ممتلكات الدولة .

خامسا : مستقبل البلاد أهم من الثأر للجماعة
هكذا تعاملت جماعة الإخوان مع الإعتقالاات الإخيرة ..الهدوء وظبط النفس والصبر ..والتي اعتبرها كثير من المحللين والسياسيين انها ضعف من الجماعة او صمت تام في غياب اي ردود قوية علي هذه الإعتقالاات ولكني اقول ان المواجهة بين الإخوان والنظام الحاكم في مصر ستؤدي الي مجازر دموية بكل ما تعنيه الكلمة فقد شعر النظام بخطورة الموقف وأدرك أن صعود الإخوان خطر علي مستقبل النظام واستقرار الحكم وعملية التوريث لذلك فلن يتورع عن فعل اي شئ للدفاع عن السلطة والمال وهذا ما رايناه في الفترة الأخيرة من تضييقات علي اعمال احتجاجية بسيطة وعادية كالوقفة الإحتجاجية التي كان من المقرر عقدها في نقابة الصحفيين للتضامن مع المعتقلين ومع الأستاذ احمد عز الصحفي رأينا حصار النقابة ومنع المتظاهرين من الوصول ومثلما حدث في الجامع الأزهر من منع للصلاة فيه لمنع المتظاهرين من الدخول كل هذه شواهد تؤكد ان المواجهة ستكون اكثر من دامية وستدفع البلاد ثمنها غاليا لذلك كان مبدأ الإخوان مستقبل البلاد أهم بكثير من الثأر للجماعة.

هناك تعليق واحد:

ÀMaN ÀPAЯT يقول...

Gazak ALLAH Khyran, Keep On