السبت، 10 فبراير 2007

الأمن يمنع الصلاة في الأزهر





لا تتعجب عزيزي القارئ فقد أصبحنا في زمن العجايب !! .. كل يوم نسمع اشياء غريبة وعجيبة
بل انني رايته بأم عيني .. نعم والله رايته ..وكان من المفترض ان أكون في عداد المعتقلين الآن
كل هذا لأنني ذهبت للصلاة في الأزهر


جيوش وجحافل من الأمن تحاصر المكان أكثر من اي يوم مضي ، أضعافا مضاعفة ... كتائب حول المسجد
داخل المسجد
وفي الطرقات التي تؤدي الي المسجد
ولوهلة ظننت انها حالة اعلان حرب وان هذا الجيش سيذهب لتحيرير المسجد الأقصي

ولأنني ذهبت مبكرا مع أحد أصدقائي ، كانو لا يزالون يصفون الجنود في أماكنهم فانتهزنا الفرصة واستطعنا العبورمن الجحال الواقفة ، وعند عبورنا من البوابة استوقفنا أحد رجال الشرطة برتبة عقيد وقال لنا : " رايح فين يابني منك ليه " فاجبناه بتلقائية :"رايحين نصلي " فبادرنا بالسؤال : ساكن فين يابني انتا وهو " فأجبناه:" ساكنين في ........" فقال لنا " دور علي ظابط أمن الدولة بتاع المنطقة بتاعتكم "

تعجبنا نحن الإثنين ولكن لم يطل تعجبنا كثيرا حتي اقترب منا أحد الظباط الذين يرتدون زيا عاديا فعرفنا انه ظابط أمن الدولة
بطايقكم " هكذا قالها بكل برود " فأظهر كل منا بطاقته فاخذها ثم قال : " وايه اللي جايبكم بقا علشان تصلو في الأزهر "
لم نجب علي السؤال حيث قاطعنا :" يلا يابني روح صلي عندكو ومتجيش هنا تاني "
كانت كلماته بمثابة الصاعقة .. كيف يمنعنا من الصلاة في المسجد
انتابني الحنق كثيرا وتمتمت ببعض كلمات ساخطة ثم خرجت في طريقي الي البيت ولكن صديقي قال لي :"تعالي نحاول ندخل من باب تاني" وياليته ما قال ..كنت أظن ان هذا عند باب واحد او تعنت احد الظباط ولكني عرفت انها خطة أمنية لمنع المصلين في المسجد من التظاهر ضد الممارسات الإسرائيلية تجاه المسجد الأقصي ..

قطعنا طريقا طويلا من المشي والدوران حول المسجد الذي حوصر تماما بجحافل الأمن حتي وصلنا الي الباب الذي يدخل من السياح دائما ..ولكن هيهيات قبل أن نصل حتي الي الباب نادانا أحد ظباط أمن الدولة ذو القسمات الحادة والنظرات المخيفة وبصوت غليظ قال: " خد يالا انتا وهو رايح فين " انتابنا القلق
أحسست وكأني ذاهب لأسرق او اقتل أحد الأشخاص أجبناه " رايحين نصلي" ونفس السييناريو تكررر
"بطايقكم يابهوات "
أظهر كل منا بطاقته فأخذها ولكن هذه المرة لم يتركنا نمشي
" اركن يابني انتا وهو علي جنب "
"احنا عملنا ايه يباشا "
"اخرس خالص أنا هاقولكم انتو عملتو ايه دلوقت .. اركن جنب الحيطة "
اتجه مستسلمين ومحاصرين بجيوش من العساكر الي الحائط ..مرت اللحظات ثقيلة وايقنت تمام اليقين اننا سنكون رهن الإعتقال .
كنا ننظر اليه .. نادي علي أحد الأشخاص اخذ بياناتنا ...ثم نظر الينا وهتف :
" تعالي يابني انتا وهو "
اتجهنا اليه
" تاخد بطاقتك ومشفش وشك تاني .. علي بيتكم ياحبيبي"
أخذنا بطاقاتنا واسرعنا الخطي لنفر من هذا الحصار الأمني الرهيب ونحن عائون في الطقات كانت قوات الأمن قد أحكمت غلق جميع المنافذ المؤدية الي المسجد ..وكانو يمنعون اي احد من العبور ويقولون للناس :" روحو صلوا في جامع تاني " ..سمحو لنا بالعبور ..

خرجت أنا وصديقي بأعجوبة وحمدنا الله علي أن عدنا سالمين .. وعلمت بعد ذلك أن بعض كوادر الإخوان كانو قد تجمعو رغما عن الأمن وصلو خارج المسجد وبعد أن أنهو صلاتهم ..قامت قوات الأمن بمحاصرتهم والاعتداء عليهم بالضرب واعتقلو منهم بعض الأشخاص ..
وقد قام الإخوان بترديد شعارات للتندي بما حدث في ذلك اليوم وبالممارسات الإسرائيلية تجاه الأقصي
مثل
"اشهد اشهد يازمان منعوا صلاة الجمعة كمان".

وقد انتقد العديدُ من القيادات السياسية والدينية ما قامت به وزارة الداخلية؛ حيث أكد الدكتور محمود غزلان- عضو مكتب الإرشاد بجماعة الإخوان المسلمين- عن استيائه لما حدث في الجامع الأزهر، ورفض قوات الأمن دخول المصلين للصلاة والتصدي للوقفة التي كان يعتزم الشعب المصري القيامَ بها داخل الجامع الأزهر؛ ردًّا على ما يحدث في الأراضي الفلسطنية والمسجد الأقصى، مؤكدًا أن ما يحدث يعادي مشاعر المسلمين في أقل شي من الممكن أن يقوموا به لنصرة أولى القبلتين وثالث الحرمين الشريفين، وكان من المفترض أن تكون الحكومة أول من يقف هذه الوقفة؛ باعتبارها حكومةً مسلمةً لشعب مسلم، ولكنها مع كل ذلك منعت المصلين من التعبير عن موقفهم داخل الجامع الأزهر، وتساءل د. غزلان: ماذا تنتظر الحكومة لتتحرك؟ هل بعد أن يُهدَم الأقصى كله؟!

أما الدكتور عبد الحميد الغزالي- المستشار السياسي للمرشد العام للإخوان المسلمين- فقد استنكر ما حدث من منع المصلين قائلاً: إنها جريمة أن يُمنَعَ المصلون من دخول الجامع الأزهر والصلاه فيه فريضةَ الجمعة، والمحزن أن نُمنَع لأننا جئنا لنقف من أجل المسجد الأقصي، ولو أن هذه الجحافل من الأمن المركزي قامت بواجب الجهاد ما تجرَّأ الكيان الصهيوني أن يفعل ما يفعله الآن بعد أن رأى الاستكانة من الأنظمة العربية المتخاذلة.

وأرجع الغزالي سببَ المنع إلى أنه جاء لخوف النظام المصري من أن يجرحَ كرامة الكيان الصهيوني؛ لأن التطبيع هو غاية النظام وهدفه الأهم، بصرف النظر عما يحدث في هذا الوطن.

أما الدكتور مجدي قرقر- القيادي بحزب العمل- فوصف ما حدث بأنه وصمةُ عار في جبين الشعب المصري بعد أن صدَم النظامُ مشاعرَ الأمة الإسلامية والشعب المصري، بعد أن خرج ليدافع عن مقدساته ولو حتى بوقفة متواضعة في الجامع الأزهر
أضافها أحمد ابو الفتوح

ليست هناك تعليقات: