الاثنين، 18 يناير 2010

ما أشبه اليوم بالبارحة !



حقد المشركين عن عقد معاهدة تعتبر المسلمين و من يرضى بدينهم أو يعطف عليهم ،


أو يحمي أحدا منهم حزبا واحدا دون سائر الناس ، ثم اتفقوا على ألا يبيعوهم أو يبتاعوا منهم شيئا


وألا يزوجوهم أو يتزوجوا منهم ، وكتبوا ذلك في صحيفة و علقوها في جوف الكعبة .

حتي بدأ المشركون ينقسمون على أنفسهم و يتساءلون عن صواب ما فعلوا .


وشرع فريق منهم يعمل على إبطال هذه المقاطعة و نقض الصحيفة .

وأول من أبلى في ذلك بلاء حسنا " هشام بن عمرو " فقد ساءته حال المسلمين


ورأى ما هم فيه من عناء ، فمشي إلي "زهير بن أمية" وكانت أمه عاتكة بنت عبدالمطلب ،


فقال : يازهير ، أرضيت أن تأكل الطعام ، وتلبس الثياب ، وتنكح النساء ، وأخوالك حيث قد علمت ؟


أما إني أحلف بالله : لو كانوا أخوال أبي الحكم ثم دعوته إلى مثل ذلك ما أجابك أبدا،


فقال : فماذا أصنع ؛ وإنما أن رجل واحد! والله لو كان معي رجل آخر لنقضتها !


فقال : قد وجدت رجلا ، قال : ومن هو ؟ قال : أنا . قال زهير : أبغنا ثالثا .


فذهب إلي " المطعم بن عدي " فقال له : أرضيت أن يهلك بطنان من بني عبد مناف


وأنت شاهد ذلك موافق عليه ؟ قال : ما أصنع ؟ إنما أنا رجل واحد . قال : قد وجدت ثانيا.


قال : من هو ؟ قال : أنا . قال : أبغنا ثالثا . قال قد فعلت . قال : من هو ! قال : زهير بن أبي أمية : قال : أبغنا رابعا .


فذهب إلي" أبي البختري بن هشام" ، وقال له نحوا مما قال للمطعم . قال : و هل من أحد يعين على هذا ؟


قال : نعم . قال : من هو؟ قال : أنا وزهير والمطعم . قال : أبغنا خامسا . فذهب إلى " زمعة بن الأسود " ،


فكلمه و ذكر له قرابته ، قال : وهل على هذا الأمر معين ؟ قال : وسمى له القوم .


فقال زهير : أنا أبدؤكم . فلما أصبحوا غدوا إلى أنديتهم ، وغدا زهير فطاف بالبيت . ثم أقبل على الناس


فقال : يا أهل مكة ، أنأكل الطعام و نلبس الثياب و بنو هاشم هلكى لا يبتاعون و لا يبتاع منهم ؟


والله لا أقعد حتى تشق هذه الصحيفة القاطعة الظالمة!! قال أبو جهل : كذبت والله لا تشق .


قال زمعة : أنت والله أكذب ، ما رضينا بها حين كتبت ! قال أبو البختري : صدق والله زمعة ،


لا نرضى ما كتب فيها ، قال المطعم :صدقتما و كذب من قال غير ذلك ! وقال هشام بن عمرو نحوا من هذا.


فقال أبو جهل : هذا أمر قضي بليل ! فقام المطعم إلى الصحيفة ليشقها ،


فوجد الأرضة قد أكلتها إلا كلمة " باسمك اللهم "......

الشبه بين الحادثين كبير ، ولكن الغريب أن أحدا لم يقف مع إخواننا بغزة -كما وقفت قبيلة


النبي مسلميها و مشركيها مع النبي عصبية للنسب و الدين - لا نسبا ولا دينا و لا باسم العروبة ولا حتي إنسانية .


بل وقف معهم أحرار العالم رحمة و إنسانية .

فأين المواثيق الدولية لحقوق الإنسان و حماية المدنيين ؟؟؟

السبت، 2 يناير 2010

ذكرى الفرقان.وكيدعملاء الأمريكان.

في هذه الأيام تهب علينا رياح معطرة بمسك دماء شهداء وجرحي .

أتذكر يوم27/12 عندما استيقظت علي رسالة أخ لي تخبرني باستشهاد
150 من قوات أمن غزة وتلاهم مئات الشهداء على مدار 23 يوما ليقتل 1350شهيد


وأكثر من 5000 جريح والعالم بأسره واقف يشاهد هذه المجزرة لايحرك ساكنا
بل يشجع هذا الجزار والثور الهائج و يبرر له فعلته بأنه يدافع عن نفسه ،

أما الوطن العربي والإسلامي فكان علي أصناف شتي فمنهم من كان يلوم حماس

و منهم من كان الأمر عنده لم يصل إلي مستوي مباراة كرة قدم فلا يعني له شئ أما الحكومات ففعلت الكثير وما تزال تفعل .

حيكت المؤامرت ليس فقط في أمريكا بل علي أرض مصر لإسقاط هذا النموذج الفريد

الذي ازعج عملاء اليهود والأمريكان و هز عروش ملكهم ،تلك العروش

و هذه الدمي التي تقبع علي أنفاس شعوبها المقهورة منذ عقود من الزمان .
نعم كان لهم حق كما يزعمون هؤلاء الخونة في محاربة هذا البرعم الإسلامي الأصيل قبل

أن يقوي و يشتد عوده و يجتث غرقد هذه الأنظمة الفاشية .

ولكن هيهات لهم هذا ، فقد نمت بذرة دعوة الإخوان المباركة
و هاهي وارفة الظلال ليغتاظ هؤلاء الحاقدين و يموتوا بغيظهم .

في ذكرى معركة الفرقان وليكتمل المشهد و تكون بحق معركة الفرقان

التي فرق الله سبحانه وتعالي بها بين حزبه و بين حزب الشيطان ، في نفس التوقيت بالضبط

تشرع حكومة مصر اللامباركة بإقامة جدار فولاذي يبلغ عمقه تحت سطح الأرض

مابين 20 و30 مترا لسد المنفذ الوحيد الباقي لأهل غزة لإدخال إحتياجاتهم من المأكل والوقود .

فقد قامت حكومة الظلم بمصرنا المنهوبة بما لم يستطع شاورن فعله لخدمة بني صهيون .

شارون أقام جدارا إسمنتيا فوق الأرض فقط ومع ذلك صدر قرارا صوريا من الأمم المتحدة بعدم مشروعيته ،

ولكن أتباع اليهود و الأمريكان يقيمون جدارا فولاذيا تحت الأرض وفوق الأرض بالإضافة

إلي أنابيب لضخ مياه البحر المتوسط لإغراق الأنفاق إن وجدت كما يزعمون .
مما سيؤثر سلبا علي المياه الجوفية حيث أن غزة و سيناء مشتركون في

حوض جوفي واحد وكذلك سيؤثر سلبا علي ترابط التربة والطبيعة كما ذكر بعض خبراء الجيولجيا ،

فهل ستتحرك وزارة البيئة المصرية ؟

أم أنه قرار سياسي بالدرجة الأولى ؟

و هل ستتحرك تلك المنظمات الدولية والحقوقية ؟

أم أنها ألعوبة بيد أمريكا و الصهيونية ؟

ماذا تريدون من مليون ونصف المليون مسلم كان جرمهم الوحيد أن قالوا ربنا الله

و انتخبوا حكومة رفعت لواء الإسلام في إنتخابات سميت ديمقراطية

هذا المفهوم الغريب الغير معرف في معجم حكوماتنا الإستبدادية .

شعب تحيط به الأسوار من كل جانب و يغلق عليه المعابر من كل ناحية ،

فلم يجد له طريقا سوي تحت الأرض فأخذ يحفر الأنفاق ليدخل ما يبقيه علي قيد الحياة ، ولكنهم أرادوا أن ينتزعوا منه حقه حتي في الحياة .

اللهم إنا نبرأ إليك من هذا النظام الظالم ، اللهم لا تؤاخذنا بما فعل السفهاء منا .
نعلنها للعالم أجمع أننا نتبرأ من هؤلاء الحثالة الظالمة فهم لا يمثلونا فقد

جاءوا إلي كراسيهم رغما عنا وبإذن الله عما قريب ستهوي بهم علي رؤسهم

و ستدوسهم الشعوب و لن ينسي لهم التاريخ خيانتهم فقد خانوا الله و رسوله وأمة الإسلام وباعوا دينهم بعرض زائل من حياة فانية .