الخميس، 30 أغسطس 2007

منع د. حشمت من السفر!







محمود سلطان : بتاريخ 25 - 8 - 2007
القياديان الكبيران والصديقان العزيزان د. جمال حشمت و د. عصام العريان ـ فك الله تعالي أسره ـ من أكثر قيادات جماعة الإخوان المسلمين منعا من السفر.وليس كل قيادة أو كل عضو بالجماعة ممنوعا من السفر بالضرورة ، فقد التقيت بقيادات إخوانية في أكثر من عاصمة عربية، جاءوا ضمن وفد مصري يضم قيادات حزبية أو مهنية أو سياسية أو فكرية وصحفية للمشاركة في مؤتمرات وندوات وفعاليات عربية.السلطات المصرية لا تمنع من السفر إلا القيادات التي تتمتع بالجماهيرية وسط الجماعة أو بالصدقية على مستوى النخبة المصرية عموما ، حتى لو كانت تختلف مع الإخوان، والدكتور حشمت والدكتور العريان يجمعان هاتين الصفتين: حب الجماعة على مستوى القاعدة ، واحترام النخبة وتوقيرها لهما.النظام من جهة أخرى يفتقد هاتين الصفتين ، إذ لا جماهيرية ولا صدقية ، ومن ثم تعتريه مشاعر "القلق" والدونية والنقص أمام كل من ينافسه عليهما، فيتصرف حيال من فاء الله تعالى بهما عليه بعدوانية غير مبررة ، ولا تفسير لها إلا أنها بدافع اللاوعي والعقل الباطن بحسب التفسير الفرويدي .العريان وحشمت ليسا جنرالين بالجيش ولا يملكان أية سلطة على مؤسسات الدولة التي بيدها قرار استخدام القوة ، وإنما هما محض طبيبين ، فعلام يخشاهما النظام ويتربص بهما الدوائر، التي بلغت مبلغ تجييش كل أجهزة الدولة من أجل إسقاط أحدهما في الانتخابات العامة ، ويحصى عليهما أنفاسهما، ثم يقعد لهما كل مقعد، ويحلف بأغلظ الأيمان بأن لا يغادرا القاهرة ، طالما ظل في صدره قلب ينبض؟!لا تفسير إلا أنها مثل "عقدة الخواجة" .. لن تخرج بعيدا عن الاعتقاد بأنها مدفوعة بـ" عقدة القيادة".. وقد باتت "طبعا" ، وكما يقولون:" الطبع غلاب"، ولم يعد النظام بقادر على إخفائها مع كل من يراه مشروعا لزعيم شعبوي ، حتى لو جاء من داخل رحم السلطة ذاتها!منع د. حشمت من السفر على سبيل المثال ليس مسألة "شخصية" تتعلق بموقف شخصي منه، حتى لو كان النظام فعلا هذا هو موقفه، فالمنع يتجاوز هذه النظرة غير المسئولة من قبل السلطة ، ليمس هيبة الدولة ممثلة في نظامها القضائي والعلاقة بين السلطتين التنفيذية والقضائية، فحشمت حاصل على عدد من الأحكام القضائية بوقف قرار منعه من السفر، ويحمل في جيبه شهادة من مكتب الجوازات والهجرة تفيد بأنه ليس مدرجا على قوائم الممنوعين من السفر!ولذا بات كلام المسئولين الكبار بالدولة عن حرصهم على "هيبة القضاء" وعلى استقلاليته لا معنى له ، ومن قبيل تمثيل دور البرئ من دم القضاء ، وهي تمثيلية "بايخة" وزادت عن الحد ، وباتت استخفافا بالعقول واستهيافا للرأي العام.

ليست هناك تعليقات: