الخميس، 13 مايو 2010

طوارئ ولا يحق لنا التكلم !



كعادة رؤساء تحرير جرائد الحكومة ( المفترض أنها قومية ) ففي جريدة الجمهورية عدد الخميس 13/5 يجري الكاتب


مقارنة غريبة و دفاعا مستفزا عن حكومته صاحبة الفضل عليه والنعمة و يقدم لها فروض الولاء و الطاعة .

جاء في مقاله " كأن الحكومة ارتكبت إثما فظيعا وشرا مستطيرا عندما قررت مد الطوارئ عامين.. المداخلات التلفزيونية


والحوارات ومقالات الصحف الخاصة كلها اثبتت أن مصر حالة شاذة بين دول العالم في تطبيق الطوارئ"

وأخذ البطل المدافع عن حكومته يسرد من قوانين دول ألمانيا و فرنسا و إنجلترا ما مفاده أنه في هذه البلاد هناك قوانين


أسوأ بكثير من قانون الطوارئ وأننا نعيش في حرية منقطعة النظير عن مثل هذه البلاد التي غابت عنها الحرية و الديمقراطية.

وذكر من هذه الإجراءات الإستثنائية في القانون الفرنسي أن المشتبه به لا يسمح له أن يقابل محاميه إلا بعد 72 ساعة


ويقابله لمدة 30 دقيقة فقط ، و نسي أو تناسى عامدا أن في مصرنا الحبيب لا تستطيع أن تقابل محاميك ولا أن يحقق معك


و لا أن تعرض على قاضيك الطبيعي كالمحاكم العسكرية التي يحاكم فيها مدنيين ولا يتم أيضا تنفيذ أحكام القضاء بإخلاء


سبيل كثير من المفرج عنهم ولكن الداخلية تقوم بإعتقالهم بدون وجه حق في تجاوز سافر من سلطة تنفيذية على سلطة


قضائية و لا مكان هنا لإحترام السلطات .

وذكر أيضا " في انجلترا أن القانون يسمح بمراقبة الشقق و تصويرها وتسجيل المكالمات واقتحام الشقق دون إذن من


جهة تحقيق لو ثبت وجود مشتبهين داخلها ، وذكر أيضا أن مدة احتجاز المشتبهين تصل إلي 28 يوما "

وأيضا نسي أن في مصر فقط تستطيع الداخلية في ظل قانون الطوارئ إقتحام البيوت والشقق دون إذن من أحد ومن دون


أن يثبت أن بها مشتبهين وأيضا يتم احتجاز المواطنين بالشهور دون صدور أحكام ضدهم وقد تصل إلى سنين ولا يعلم أحد


عنهم شيئا .

أيها الكاتب المحترم أستطيع أن أخبرك أن حكومتك غير الشرعية -حكومة الحزن الواطي البيروقراطي- ضربت رقما


قياسيا يسجل لها دون منازع بموسوعة جينيس للأرقام القياسية في فترة مد قانون الطوارئ بدون أدني سبب لفرضه سوى


حفاظا على نظام متهالك فاسد مفسد لا يريد لهذا البلد خيرا جاثم على صدر البلد و شعبها من 30 عاما ، هل ‎رأيت رئيسا


في تلك البلاد ظل في الحكم 30 عاما أو كان عمره 83 سنة ? ، الطوارئ يا سيد تمثل لهذا النظام الميت إكلينيكيا مثل


الأجهزة التي توضع لمريض لا يرجى شفاءه بل هو في سكرات الموت و الجميع حوله من بطانته يدعموه معنويا و


يقولون له إنك بخير ، أنت أفضل من ناس كتير .

أشعر بالأسى على بلدي وأنا أرى في بعض دول إفريقيا بسبب حالة طارئة تفرض الطوارئ لمدة محددة و مكان محدد ،


وليس على البلد كلها ولفترة غير محددة .

وذكر الكاتب الديمقراطي جدا في آخر مقاله الملئ بالمغالطات و الأكاذيب أنه" كل دولة تطبق ما تراه ضروريا لحماية


أمنها و مواطنيها وكلها تلاقي معارضة في البرلمان لكنهم يختلفون عنا في أنه بعد التصويت عليها لا يتكلم عنها أحد "




هل الطوارئ يا سيد منعت العمليات الإرهابية منذ إغتيال السادات?


كم عملية إرهابية لما لم تحبطها وزارة الداخلية ? ،


و هل منعت الإتجار بالمخدرات? لا والله فإنها تباع كما تباع السجائر ، و في النهاية تريد أن لا يتحدث أحد ..........